تحسنت الدنيا بحسن خليفة ... هو الصبح إلا أنه الدهر مسفر

يشير إليه الجود من وجناته ... وينظر من أعطافه حين ينظر

مضت لي شهور مذ حبست ثلاثة ... كأني قد أذنبت ما ليس يغفر

فإن لم أكن أذنبت فيم عقوبتي ... وإن كنت ذا ذنب فعفوك أكبر

فلما قرأ محمد الأبيات قال: أخرجوه وأجيزوه، ولو غضب/ ولد المنصور كلهم.

قال المصنف: كان أبو نواس قد غلب عليه حب اللعب واللهو وفعل المعاصي، ولا أؤثر أن أذكر أفعاله المذمومة، لأني قد ذكرت عنه التوبة في آخر عمره، وإنما كان لعبه في أول العمر.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمران، حَدَّثَنَا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدّثنا علي بن الأعرابي قال: قال أبو العتاهية: لقيت أبا نواس في المسجد الجامع فعذلته. فقلت له: أما آن لك أن ترعوي، أما آن لك أن تنزجر!؟ فرفع رأسه إلي وهو يقول:

أتراني يا عتاهي ... تاركا تلك الملاهي؟

أتراني مفسدا بالنسك ... عند القوم جاهي؟

قال: فلما ألححت عليه بالعذل أنشأ يقول:

لن ترجع الأنفس عن غيها ... ما لم يكن منها لها زاجر

قال: فوددت أني قلت هذا البيت بكل شيء قلته [1] .

أخبرنا القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت، أخبرنا علي بن محمد المعدل، أخبرنا عثمان بن محمد الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، أخبرنا علي بن محمد بن زكريا قال: دخلت على أبي نواس وهو يكيد بنفسه، فقال لي: أتكتب؟ قلت: نعم.

فأنشأ يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015