فتغرغرت عينا المولى، وقَالَ: اشهدوا أنها حرة لوجه الله تعالى، وإني قد تزوجتها وأمهرتها داري. قَالَ: فقال لي جعفر: انهض بنا. قَالَ: فدعوت الحمالين ليحملوا المال فقال جعفر: والله لا يصحبنا منه درهم، [ثم قال لمولاها: بارك الله لك فيه، انفقه عليها وعليك] [1] . قَالَ: وقمنا فخرجنا [2] .
أخبرنا القزاز قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي] [3] الخطيب قال: أخبرنا سلام بن الحسن المقرئ قَالَ: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قَالَ: حدثنا إبراهيم بن حمَّاد قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بن أَبِي سعد [4] قَالَ: حدثني محمد بن أحمد بن المبارك العبدي قَالَ:
حدثني عبد الله بن علي أبو مُحَمَّد قَالَ: لما غضب [الرشيد] [5] على البرامكة أصيب في خزانة لجعفر بن يحيى في جرة ألف دينار، في كل دينار مائة دينار، على أحد جانبي كل دينار منها:
وأصفر من ضرب دار الملوك ... يلوح على وجهه جعفر
يزيد على مائة واحدا ... متى تعطه معسرا يوسر
[6] .
[قال المصنف: وقد ذكرنا السبب الذي أوجب قتل جعفر، ونكب البرامكة فلا نحتاج إلى إعادة.
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، ومحمد بن ناصر قالا: أَخْبَرَنَا المبارك بْن عَبْد الجبار قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ محمد النصيبي قَالَ: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سُوَيْد قَالَ: حدثنا أبو بكر الأنباري قَالَ: حدثني أبي قَالَ: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن المدائني قَالَ: قال أبو زكار الأعمى [7] : كنت عند جعفر بن