قَالَ: هَذَا أعرابي قح، فَقَالَ عُمَر بْن بزيع [1] قول كثير بْن أبي جمعة:

أريد لأنسى ذكرها فكأنما ... تمثل لي ليلى بكل سبيل

قَالَ: وما هَذَا بشيء، وما [لَهُ] [2] يريد أن ينسى ذكرها حَتَّى تمثل لَهُ، فقلت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عندي حاجتك- جعلني اللَّه فداك- قَالَ: الحق، قلت: لا لحاق لي، ليس ذاك فِي دابتي، قَالَ: احملوه عَلَى دابة، فقلت: هَذَا أول الفتح، فحملت عَلَيْهَا فلحقته، فَقَالَ: مَا عندك؟ قلت: قول الأحوص:

إذا قلت إني مشتف بلقائها ... فحم التلاقي بيننا زادنا سقما

قَالَ: أحسن [3] والله، اقضوا عنه دينه. فقضى عني ديني.

وَكَانَ المهدي إذا جلس للمظالم قَالَ: أدخلوا علي القضاة، فلو لم يكن ردي للمظالم إلّا للحياء منهم.

وأتي المهدي [4] برجل قَدْ تنبأ، [فلما رآه] [5] قَالَ: أنت نبي؟ قَالَ: نعم قَالَ:

99/ ب وإلى من بعثت؟ قَالَ: أتركتموني أذهب إِلَى من بعثت إِلَيْهِ، وجهت بالغداة فأخذتموني بالعشي/ ووضعتموني فِي الحبس، فضحك المهدي منه، وخلى سبيله.

قَالَ الربيع [6] : رأيت المهدي فِي ليلة يصلي فقرأ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ 47: 22 [7] . قَالَ: فلما فرغ من صلاته التفت إلي فَقَالَ:

يا ربيع، قلت: لبيك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ موسى: وقام إِلَى صلاته، فقلت: من موسى؟ ابْنه موسى أم موسى بْن جَعْفَر، وَكَانَ محبوسا عندي، فجعلت أفكر فقلت: مَا هو إلا موسى بْن جَعْفَر، فأحضرته فقال: يا موسى إني قرأت هذه الآية: فَهَلْ عَسَيْتُمْ 47: 22

طور بواسطة نورين ميديا © 2015