لحيته قاطرة، ثُمّ قَالَ: فِي حفظ اللَّه وكلاءته. ثُمَّ قَالَ: يا ربيع، ألحق أبا عَبْد اللَّه جائزته وكسوته، انصرف أبا عَبْد اللَّه فِي حفظ اللَّه وفي كنفه. فانصرف، ولحقته فقلت له: إني رأيت قبل ذلك مَا لم تره، ورأيت بعد ذلك مَا قَدْ رأيت، فما قلت يا أبا عبد الرحمن حين دخلت. قال: قلت: اللَّهمّ احرسني بعينك الَّتِي لا تنام، واكنفني ببركتك التي لا ترام، وارحمني بقدرتك علي، فلا أهلك وأنت رجائي، اللَّهمّ إنك أكبر وأجل مما أخاف وأحذر، اللَّهمّ بك أدفع في نحره، وأستعيذك من شره.
وَكَانَ عامل المنصور في هذه السنة عَلَى مكة والطائف عمه عبد الصمد بن علي، وعلى المدينة جَعْفَر بْن سليمان، وعلى الكوفة وأرضها مُحَمَّد بن سليمان، وعلى البصرة عقبة بن سالم، وعلى قضائها سوار بْن عَبْد اللَّه، وعلى مصر يزيد بْن حاتم [1] .
سمع عَبْد اللَّه بْن بريدة، ويحيى بْن أبي كثير.
سمع منه: شعبة، وعبد الوارث، وابْن المبارك، وَكَانَ ثقة.
روى عنه: الليث، وابْن وهب.
وكانت لَهُ عبادة وفضل. تُوُفِّيَ بالإسكندرية في هذه السنة.
أمه أم ولد بربرية، ولاه أَبُو الْعَبَّاس السفاح حرب مروان بْن مُحَمَّد، وضمن له أنه إن جرى قتل مروان عَلَى يده أن يجعله الخليفة من بعده، فسار عَبْد اللَّه إِلَى مروان حَتَّى قتله، واستولى عَلَى بلاد الشام، ولم يزل أميرا عَلَيْهَا مدة خلافة السفاح، ثُمَّ تغيرت نية السفاح لَهُ، فعهد إِلَى المنصور، فلما ولي المنصور خالف عليه عَبْد اللَّه، ودعا إِلَى نفسه