حدث عنه الليث، وابْن لهيعة، وآخر من حدث عنه بمصر إسحاق بْن الفرات.
وتوفي في هذه السنة.
أمه أم ولد، ولي الإمارة بالبصرة وغيرها، ولاه المنصور.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الدموي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن الحسن المأمون قَالَ: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال:
حدثنا مُحَمَّد بْن مجيب المازني قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: لما قدم سليمان بْن عَلِيّ البصرة واليا عَلَيْهَا قيل لَهُ: إن بالمربد رجلا من بْني سعد [مجنونا] [2] سريع الجواب، لا يتكلم إلا بالشعر. فأرسل إليه سليمان بْن عَلِيّ قهرمانا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أجب الأمير. فامتنع عليه، فجره وزبره وخرق ثوبه، وَكَانَ المجنون يعمل على ناقة لَهُ، فاستاق القهرمان الناقة، وأتى بهما سليمان بْن عَلِيّ، فلما وقف بين يديه قَالَ لَهُ سليمان: حياك اللَّه يا أخا بْني سعد. فَقَالَ:
حياك رب الناس من أمير ... يا فاضل الأصل عظيم الخير
إني أتاني الفاسق الجلواز ... والقلب قَدْ طار به اهتزاز
فَقَالَ سليمان: إنما بعثته إليك ليشتري ناقتك. فَقَالَ:
مَا قَالَ شيئا فِي شراء الناقة ... وقد أتى بالجهل والحماقة
18/ أ/ فَقَالَ: مَا أتى؟ فَقَالَ:
خرق سربالي وشق بردتي ... وَكَانَ وجهي فِي الملا وزينتي
فَقَالَ: نخلف عَلَيْك، أفتعزم على بيع الناقة. فَقَالَ:
أبيعها من بعد مال أوكس ... والبيع فِي بعض الأوان أكيس
قَالَ: كم شراؤها عَلَيْك؟ فَقَالَ:
شراؤها عشر ببطن مكة ... من الدنانير القيام السكة
ولا أبيع الدهر أو أزاد ... إني لربح في الشرا معتاد