خراسان فَقَالَ: نعم يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كانت لَهُ عندي أياد وصنائع، فاستشارني/ 8/ ب فنصحته، وأنت يا أمير المؤمنين إن اصطنعتني نصحت لك [1] وشكرت. فعفا عنه [2] .
وفي رواية: أن المنصور كتب إِلَى عامل أصبهان: للَّه دمك إن فاتك- يعني أبا نصر فأخذه وأوثقه وبعثه إِلَيْهِ فصفح عنه [3] .
وقد كَانَ أَبُو الجهم بْن عطية أحد النقباء، وَكَانَ عينا لأبي مسلم على المنصور، فلما اتهمه المنصور طاوله يوما بالحديث حَتَّى عطش، فاستسقى ماء فدعي لَهُ بسويق لوز ممزوج بالسكر، وفيه سم، فشربه، فلما استقر فِي جوفه أحس بالموت، فوثب مسرعا فَقَالَ لَهُ: إِلَى أين؟ قَالَ: إِلَى حيث أرسلتني. فرجع إِلَى رحله فمات. فَقَالَ الشاعر:
تجنب سويق اللوز لا تقربْنه ... فشرب سويق اللوز أودى أبا الجهم
وذهبت «شربة أبي الجهم» مثلا للشيء الطيب الطعم الخبيث العاقبة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سعيد الحافظ: إن المنصور كَانَ يَقُول: ثلاث كن فِي صدري شفى اللَّه منها: كتاب أبي مسلم إلي وأنا خليفة: عافانا اللَّه وإياك من السوء، ودخول رسوله علينا وقوله: أيكم ابْن الحارثية؟ وضرب سليمان بْن حبيب ظهري بالسياط.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: كَانَ سليمان قَدِ استعمل المنصور على بعض كور فارس قبل أن تصير الخلافة إِلَى بْني الْعَبَّاس، فاحتجز المال لنفسه، فضربه سليمان بالسياط ضربا شديدا وأغرمه المال، فلما ولي الخلافة ضرب عنقه.
فسارت إليه روابط الجزيرة وهم ألف، فقاتلهم ملبد فهزمهم، وقتل من قتل منهم، ثُمَّ سارت إِلَيْهِ روابط الموصل فهزمهم، ثُمَّ سار إِلَيْهِ يزيد بْن حاتم المهلبي، فهزمه أيضا بعد قتال شديد، ثُمَّ وجّه إليه أبو جعفر مولاه المهلهل فِي ألفين من نخبة الجند، فهزمهم ملبّد