وأصبح الناس في اليوم الثالث موتى. وكان على البصرة سلم بن قتيبة [1] ، فلما قام على المنبر جعل ينظر يمنة ويسرة فلا يرى أحدا يعرفه، وكان يغلق على الموتى الباب مخافة أن تأكلهم الكلاب، وينادي المنادي: أدركوا آل فلان فقد أكلتهم الكلاب.
وفي هذه السنة [2] : حج بالناس الوليد بن عروة بن محمد بن عطية السعدي، وهو كان عامل مكة والمدينة والطائف من قبل عمه عبد الملك بن محمد، وكان عامل العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وكان على قضاء الكوفة الحجاج بن عاصم المحاربي، وعلى قضاء البصرة عباد بن منصور الناجي.
كان ثقة ثبتا ورعا يستر حاله، وكان النساك حينئذ يشمرون ثيابهم، وكان في ذيله بعض الطول، وحج أربعين حجة. وكان الحسن يقول: سيد شباب أهل البصرة أيوب، وكان سفيان بن عيينة قد لقي ستة وثمانين من التابعين، وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر [بإسناد لَهُ] [5] ، عَنْ أبي بكر القرشي قال: حدثني أحمد بن عاصم العباداني، عن سعيد بن عامر، عن وهب بن جابر، قال: قال أيوب السختياني:
إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل.