وفي هذه السنة: وافى [الموسم] [1] أبو حمزة الخارجي من قبل عبد الله بن يحيى مخالفا مروان بن محمد [2] ، فلم يشعر الناس بعرفة إلا وقد طلعت أعلام سود، فسألهم الناس: ما حالكم؟ فأخبروهم بخلافهم مروان وآل مروان والتبرؤ منهم.
فراسلهم عبد الواحد بن سليمان في الهدنة، فقالوا: نحن بحجنا أضن [3] ، فصالحهم على أنهم جميعا آمنون حتى ينفر الناس النفر الأخير، ويصبحوا من الغد، فوقفوا على حدة بعرفة. ودفع بالناس عبد الواحد، ثم مضى إلى المدينة فضرب على الناس البعث.
وفيها [4] : حج بالناس عبد الواحد، وكان هو العامل على مكة والمدينة، والطائف. وكان على العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وعلى قضاء الكوفة الحجاج بن عاصم المحاربي، وعلى قضاء البصرة عباد بن منصور، وعلى خراسان نصر بن سيار.
سمع من ابن جزء، وكان فقيه أهل المغرب ومصر يفتيهم، وكان مستجاب الدعوة. توفي في هذه السنة بإفريقية. وقيل: في سنة خمس وعشرين.
أدرك عاصم ثلاثة عشر صحابيا، وكان كثير الرواية، وقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي.