ولد جرير لسبعة أشهر، وعمر نيفا وثمانين سنة، وكان له ثمانية ذكور وابنتان. وهو والفرزدق والأخطل مقدمون على شعراء الإسلام الذين لم يدركوا الجاهلية، والناس مختلفون [2] أيهم المقدم، وكل من تعرض لمضاهاتهم من الشعراء افتضح وسقط، على أن الأخطل إنما دخل بين جرير والفرزدق في آخر أمرهما وقد أسن وليس من نجارهما [3] .
وكان أبو عمرو الشيباني يشبه جريرا بالأعشى، والفرزدق بزهير، والأخطل بالنابغة.
قال أبو عبيدة [4] : ويحتج من قدم جريرا بأنه كان أكثرهم [5] فنون شعر، وأسهلهم ألفاظا، وأرقهم تشبيبا، وكان دينا عفيفا.
وقال بعض العرب: الشعر أربعة أصناف: فخر، ومدح، ونسيب [6] ، وهجاء.
وفي كلها غلب جرير.
قال في الفخر:
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا
وقال في المديح:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح