أَوَ تَرْوِي مِنْ قَوْلِهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَنْشَدَهُ يَقُولُ:

رَأَيْتُكَ يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ كُلَّهَا ... نَشَرْتَ كِتَابًا جَاءَ بِالْحَقِّ مُعَلِّمًا

[شَرَعْتَ لَنَا دِينَ الْهُدَى بَعْدَ جَوْرِنَا ... عَنِ الْحَقِّ لَمَّا أَصْبَحَ الْحَقُّ مُظْلِمًا] [1]

وَنَوَّرْتَ بِالتِّبْيَانِ أَمرًا مُدَلَّسًا ... وَأَطْفَأْتَ بِالْقُرْآنِ نَارًا تَضَرَّمَا

فَمَنْ مُبَلِّغٌ عَنِّي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ... وَكُلُّ امْرِئٍ يُجْزَى بِمَا كَانَ قَدَّمَا

أَقَمْتَ سَبِيلَ الْحَقِّ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ ... وَكَانَ قَدِيمًا رُكْنهُ قَدْ تَهَدَّمَا

تَعَالَى عَلَوْا فَوْقَ عَرْشِ إِلَهَنَا ... وَكَانَ مَكَانُ اللَّهِ أَعْلا وَأَعْظَمَا

قَالَ: وَيْحَكَ يَا عَدِيُّ، مَنْ بِالْبَابِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: عُمَرُ بْن عَبْد اللَّه بْن [أَبِي] [2] رَبِيعَةَ، قَالَ: أَوَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

ثَمَّ نَبَّهْنَهَا فَهَبَّتْ كَعَابًا ... طَفِلَةً مَا تُبَيِّنُ رَجْعَ الْكَلامِ

سَاعَةً ثُمَّ إِنَّهَا بَعْدُ قَالَتْ ... وَيْلَتَا قَدْ عَجِلْتَ يَا ابْنَ الْكِرَامِ

أَعَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ جِئْتَ تَسْرِي ... تَتَخَطَّى إِلَى رُءُوسَ النِّيَامِ

فَلَوْ كَانَ عَدُوُّ اللَّهِ إِذْ فَجَرَ كَتَمَ عَلَى نَفْسِهِ، لا يَدْخُلُ عَلَيَّ واللَّهِ أَبَدًا، [مَنْ] [3] بِالْبَابِ سِوَاهُ؟ قَالَ: هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ يَعْنِي الْفَرَزْدَقَ- قَالَ: أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

هُمَا دَلَّيَانِي مِنْ ثَمَانِينَ قَامَةً ... كَمَا انْقَضَّ باز أقتم الريش كاسره

فلما استوت رجلاي بِالأَرْضِ قَالَتَا ... أَحَيٌّ يُرْجَى أَمْ مَثِيلٌ نُحَاذِرُهُ

لا يَطَأُ وَاللَّهِ بُسَاطِي، فَمَنْ سِوَاهُ بِالْبَابِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: الأَخْطَلُ، قَالَ: يَا عَدِيُّ، هُوَ الَّذِي يَقُولُ:

وَلَسْتُ بِصَائِمٍ رَمَضَانَ طَوْعًا ... وَلَسْتُ بآكل لحم الأضاحي

ولست بزاجر عيسا بكور ... إِلَى بَطْحَاءِ مَكَّةَ لِلنَّجَاحِ

وَلَسْتُ بِزَائِرٍ بَيْتًا بَعِيدًا ... بِمَكَّةَ أَبْتَغِي فِيهِ صَلاحِي

وَلَسْتُ بِقَائِمٍ كَالْعِيرِ أَدْعُو ... قَبِيلَ الصُّبْحِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015