فبينا هو كذلك إذ جاء كتاب سليمان بتولية يزيد خراسان، وكان قد وليها وكيع بن أبي الأسود بعد قتل قتيبة تسعة أشهر أو عشرة، فقدمها يزيد واليا عليها، وكان جوادا.
وفي هذه السنة حج بالناس [1] سليمان بن عبد الملك، وحج الشعراء معه، فلما صدر من الحج عزل طلحة بن داود الحضرمي عن مكة، وكان قد عمل عليها ستة أشهر، وولي عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وكان عمال الأمصار هم العمال فِي السنة الَّتِي قبلها، إلا خراسان فإن عاملها كان يزيد بن المهلب بن أبي صفرة [2] .
ولي المدينة، وكان من سراة [4] قريش وأجوادهم، ومدحه الفرزدق ومدح عشرة من أهل المدينة، فأعطاه طلحة ألف دينار، فلم يتجاسر أحد على نقيصة الفرزدق لئلا يتعرضوا للسانه فأتعب الناس.
وتوفي طلحة في هذه السنة عن اثنتين وسبعين [5] سنة.