العصر جلس وقد انتفخت ساقاه من طول القيام، فيقول: يا نفس، بهذا أمرت، ولهذا خلقت، يوشك أن يذهب العناء.
وكان يقول لنفسه: قومي يا مأوى كل سوءة، فو عزّة ربك لأزحفن بك زحوف البعير، وإن استطعت ألا تمس الأرض من زهمك [1] لأفعلن، ثم يتلوى كما يتلوى الحب على المقلاة، ثم يقوم فينادي: اللَّهمّ إن النار قد منعتني من النوم فاغفر لي.
قتله عبد الملك بن مروان بيده، وقد ذكرنا قصته في الحوادث.
صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسكن الشام، وكان قاضيا لمعاوية، وتوفي في هذه السنة.
سمي جده مفرغا لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه كله، فشربه حتى فرغه، فسمي مفرغا. وكان يزيد شاعرا محسنا غزلا، والسيد من ولده [5] .
ومدح مروان بن الحكم، فقال [6] :
وأقمتم سوق الثناء ولم تكن ... سوق الثناء تقام في الأسواق
فكأنما جعل الإله إليكم ... قبض النفوس وقسمة الأرزاق
وكان [7] يزيد يهوى أناهيد بنت الأعنق، وكان الأعنق دهقان من دهاقين الأهواز،