بعد عزله إياه، فبدأ بالبصرة فدخلها. وبعث الحارث بن أبي ربيعة على الكوفة أميرا.
حتى صاروا إلى قرب الكوفة، ودخلوا المدائن، وذلك أن الأزارقة كانت قد لحقت بفارس وكرمان ونواحي أصبهان بعد ما أوقع بهم المهلب بالأهواز. فلما وجه مصعب المهلب إلى الموصل ونواحيها عاملا عليها، وبعث عمر بن عبيد الله بن معمر على فارس انحطت الأزارقة على عمر فلقيهم بنيسابور، فقاتلهم قتالا شديدا، فقتل منهم قوم وانهزموا، وتبعهم فقطعوا قنطرة طبرستان ثم ارتفعوا إلى نحو من أصبهان وكرمان فأقاموا بها حتى قووا واستعدوا وكثروا.
ثم إن القوم أقبلوا حتى مروا بفارس، فشمر في طلبهم عمر مسرعا حتى أتى أرّجان، فوجدهم قد خرجوا منها متوجهين إلى الأهواز، وبلغ مصعبا إقبالهم، فخرج فعسكر بالناس بالجسر الأكبر، وقال: والله ما أدري ما الذي أغنى عني عمر، وضعت