137/ ب توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والنعمان بن بشير/ ابن ثماني سنين. وروى [عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [[1] ، وكان ممن نصر عثمان، وقدم بقميصه الذي قتل فيه على معاوية، وبعثه معاوية على الكوفة أميرا، فأقام بها واليا عليها سبعة أشهر، ثم آل الأمر إلى أن دعا لابن الزبير فقتله أهل حمص فِي هذه السنة.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الحسين محمد بن أحمد الأبنوسي قال: أخبرنا أبو الحسن الدار الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي قال: حدثنا عبد الله بن الْحُسَيْنِ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ:
لَمَّا عُزِلَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ الْكُوفَةِ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ حِمْصَ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ أعشى همدان، فقال له: ما أَقْدَمَكَ أَبَا الْمُصَبّحِ قَالَ: جِئْتُ لِتَصِلَنِيَ، وَتَحْفَظَ قَرَابَتِي، وَتَقْضِيَ دَيْنِي. فَأَطْرَقَ النُّعْمَانُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا [عِنْدِي] [2] شَيْءٌ. ثُمَّ قَالَ: هِيهْ، كَأَنَّهُ ذكر شَيْئًا، فَقَامَ فصعد المنبر ثم قال: يا أَهْلَ حِمْصَ- وَهُمْ فِي الدِّيوَانِ عِشْرُونَ أَلْفًا- هَذَا ابْنُ عَمٍّ لَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالشَّرَفِ، قَدِمَ عَلَيْكُمْ يَسْتَرْفِدُكُمْ، فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟
فَقَالُوا: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، احْكُمْ لَهُ. فَأَبَى عَلَيْهِمْ. قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ حَكَمْنَا لَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْ كُلِّ رَجُلٍ فِي الْعَطَاءِ بِدِينَارٍ مِنْ دِينَارَيْنِ تَعْجَلُهَا لَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ.
فَقَبَضَهَا وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
فَلَمْ أَرَ لِلْحَاجَاتِ عِنْدَ انْكِمَاشِهَا ... كَنُعْمَانَ نُعْمَانِ النَّدَى ابْنِ بَشِيرٍ
إِذَا قَالَ أَوْفَى بِالْمَقَالَ وَلَمْ يَكُنْ ... كَمُدْلٍ إِلَى الأَقْوَامِ حَبْلَ غُرُورٍ
مَتَى أَنجد النُّعْمَانَ لا أَكُ شَاكِرًا ... وَلا خَيْرُ [3] من لا يقتدي بشكور