وتوفي سعيد فِي هذه السنة، وكان عمرو بن سعيد يدعي أن مروان بن الحكم جعل إليه ولاية العهد بعد عبد الملك، ثم نقض ذلك وجعله إلى عبد العزيز، فلما خرج عبد الملك إلى حرب مصعب غلق عمرو أبواب دمشق فأعطاه عبد الملك الأمان ثم غدر به فقتله.
وهو ابن أخي حسان بن ثابت. كانت له عبادة واجتهاد.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الجوهري، قال:
أخبرنا أبو عمر بْن حيوية، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم، قال: حدثنا محمد بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَحُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ، قَالَ:
كَانَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كَانَ كَأَنَّهُ حَبَّةٌ عَلَى مَقْلَى، فَيَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّ النَّارَ أَسْهَرَتْنِي، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ.
تحول شداد إلى فلسطين فنزل ومات بها فِي هذه السنة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
أمه أم رومان بنت عامر، وهو أخو عائشة لأبويها وكان أسن أولاد أبي بكر، لم يزل على دين قومه وشهد بدرا مع المشركين ودعا إلى المبارزة فقام أبو بكر الصديق ليبارزه، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «متعنا بنفسك» ، ثم أسلم عَبْد الرَّحْمَنِ فِي هدنة الحديبية، وهو الّذي قال لمروان لما دعي إلى بيعة يزيد: إنما يريدون أن يجعلوها كسروية أو هرقلية، فقَالَ مروان: أيها الناس، هذا الَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ/ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ 46: 17 [3] ، 122/ ب فصاحت به عائشة: ألعَبْد الرَّحْمَنِ يقول هذا، كذبت والله ما هو به، ولو شئت أن أسمي الرجل الذي أنزل فيه لسميته، ولكني أشهد أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن أباك وأنت فِي صلبه.