ومن ذلك [2] : أنه وجه النعمان بن بشير فِي ألفِي رجل إلى عين التمر، وكان بها مالك بن كعب مسلحة لعلي فِي ألف رجل، فأذن لهم علي فأتوا الكوفة، وأتاه النعمان ولم يبق معه إلا مائة رجل، فكتب مالك إلى علي يخبره بأمر النعمان ومن معه، فخطب علي بالناس وأمرهم بالخروج، فتثاقلوا، فقَالَ: يا أهل الكوفة، كلما سمعتم بجيش من جيوش الشام أظلكم، انجحر كل امرئ منكم فِي بيته انجحار الضب فِي جحره، والضبع فِي وجارها، المغرور والله من غررتموه، ولمن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب: لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، ماذا منيت به منكم. وواقع مالك النعمان بن بشير فِي تلك العصابة القليلة، فوجه إليه مخنف ابنه عبد الرحمن فِي خمسين رجلا، فانتهوا إلى مالك وأصحابه، وقد كسروا جفون سيوفهم واستقتلوا، فلما رآهم أهل الشام ظنوا أن لهم مددا وانهزموا، وتبعهم مالك، فقتل منهم ثلاثة نفر، [ومضوا على وجوههم] [3] .
ومن ذلك [4] : أنه وجه معاوية فِي هذه السنة سفيان بن عوف في ستة آلاف رجل،