[قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ] [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: احْمِلْنِي/ فَقَالَ: «أَحْمِلُكِ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لا يُطِيقُنِي وَلا أُرِيدُهُ. قَالَ: «لا أَحْمِلُكِ إِلا عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ» . يَعْنِي: كَانَ يُمَازِحُهَا، وَكَانَ يَمْزَحُ وَلا يَقُولُ إِلا حَقًّا، وَالإِبِلُ كُلُّهَا وَلَدُ النُّوقِ [2] .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ: حَضَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أُحُدًا، وَكَانَتْ تَسْقِي الْمَاءَ، وَتُدَاوِي الْجَرْحَى، وَشَهِدَتْ خَيْبَرَ، وَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بَكَتْ وَقَالَتْ: إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، كَيْفَ انْقَطَعَ، وَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بَكَتْ وَقَالَتْ: الْيَوْمَ وَهِيَ الإِسْلامُ.
وَتُوُفِّيَتْ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عُثْمَانَ وَقِيلَ: فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ
هُوَ الَّذِي لحق رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ بَعْد خروجه من الغار، فَقَالَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ اكفناه» فساخت قوائم فرسه، فَقَالَ: اكتب لي كتابا بالأمن، فأمر عامر بْن فهيرة فكتب لَهُ كتاب أمن، فلما كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَيْنَ الطائف والجعرانة أتاه بالكتاب فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، هَذَا يَوْم وفاء. فأسلم.
وتوفي فِي هذه السنة
ذكر فِي الصَّحَابَة، وشهد الفتح بمصر، وَهُوَ أول من ولي الْقَضَاء بمصر، وَكَانَ صاحب ضيافة، فَقَالَ يَزِيد بْن أَبِي حبيب: كتب عُمَر بْن الْخَطَّاب إِلَى عَمْرو بْن العاص: أَن أفرض لكل من قبلك مِمَّن بايع تَحْتَ الشجرة فِي مائتين [من] العطاء، وابلغ ذَلِكَ بنفسك بإمارتك، وافرض لخارجة بْن حذافة فِي الشرف لشجاعته، وافرض لعثمان بن قيس في الشرف لضيافته.