مِنْ قَوْمِنَا، فَالْتَفَتَ إِلَى ثَوْبَانَ غُلامِهِ، فَقَالَ: «أَنْزِلْ هَؤُلاءِ الْوَفْدَ حَيْثُ يَنْزِلُ الْوَلَدَ» ، فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ جَلَسَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَبَيْتِهِ، فَتَقَدَّمْنَا إِلَيْهِ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَمْرِ الصَّلاةِ وَشَرَائِعِ الإِسْلامِ، وَعَنِ الرُّقَى وَأَسْلَمْنَا، وَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا خَمْسَ أَوَاقٍ، وَرَجِعْنَا إِلَى بِلادِنَا، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْبَاقِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قال: أخبرنا أبو عمر بْن حيويه، قَالَ: أخبرنا الْحَسَنِ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا] [1] الْحُسَيْنُ بْنُ الفهم، قال: أخبرنا محمد بن سعد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ:
قَدِمَ وَفْدُ مُحَارِبٍ سَنَةَ عَشْرَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُمْ عَشْرَةُ نَفَرٍ: سَوَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُهُ خُزَيْمَةُ [بْنُ سَوَاءَ] ، فَأَسْلَمُوا وَلَمْ يَكُنْ [أَحَدٌ] [2] قَطُّ أَفَظَّ وَلا أَغْلَظَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَعْرِفُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي أَبْقَانِي حَتَّى صَدَّقْتُ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ بِيَدِ اللَّهِ» وَمَسَحَ وَجْهَ خُزَيْمَةَ [بْنَ سَوَاءَ] فَصَارَتْ لَهُ غُرَّةٌ بَيْضَاءُ، وَأَجَازَهُمْ كَمَا يُجِيزُ الوفد وَانْصَرَفُوا
رأسهم صرد بن عبد الله الأزدي في بضعة عشر.
روى ابن إسحاق، عن عبد الله بن أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَسْلَمَ فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُجَاهِدَ بِمَنْ أَسْلَمَ [مِنْ أهل بيته] [4] من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن.