التجارِب وذوي العقل والرأي والحكمة، ولا تُدخلن في مشورتك أهلَ الرَّفْه والبخل، ولا تسمعن لهم قولاً؛ فإن ضررَهم أكثرُ من نفعهم)).

((وليس شيء أسرع فسادًا لما استقبلت فيه أمر رعيتك من الشح. واعلم أنك إذا كنت حريصًا كنت كثيرَ الأخذ قليلَ العطية، وإذا كنت كذلك لم يستقم أمرك إلا قليلاً، فإن رعيتك إنما تعقد على محبتك بالكف عن أموالهم وترك الجَوْر عليهم. وَوَالِ مَن صافاك مِن أوليائك بالإفضال عليهم وحسن العطية لهم.

واجتنب الشح، واعلم أنه أول ما عَصى الإنسانُ به ربَّه، وأن العاصي بمنزلة الخزي، وهو قول الله (عز وجل): {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، [التغابن:16]. فَسَهِّل طريق الجود بالحق، واجعل للمسلمين كلِّهم في فيئك حظًا ونصيبًا. وأيقن أن الجود أفضل أعمال العباد، فأَعِدَّه لنفسك خُلُقًا، وارضَ به عملاً ومذهبًا.

وتفقد الجند في دواوينهم ومكاتبهم، وَأَدِرَّ عليهم أرزاقهم، ووسع عليهم في معايشهم، يذهب الله (عز وجل) بذلك فاقتهم، فيقوى لك أمرهم، وتزيد قلوبهم فى طاعتك وأمرك خلوصًا وانشراحًا، وحَسْب ذي السلطان من السعادة أن يكون على جنده ورعيته ذا رحمة في عدله وعطيته وإنصافه وعنايته وشفقته وبره وتوسعته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015