ووصاه بجميع ما يحتاج إليه في دولته وسلطانه من الآداب الدينية والخلقية، والسياسة الشرعية والملوكية، وحثه على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم بما لا يستغني عنه ملك ولا سُوقَة))

ثم ساقه بتمامه، وقال عَقِيبه: ((هذا أحسن ما وقفت عليه في هذه السياسة)).

وقال الإمام العَلاَّمَة الحَبْر الفَهَّامة أبو جعفرٍ محمدُ بنُ جريرٍ الطبريُّ (رحمه الله) [المتوفى سنة عشر وثلاثمائة] بعد أن أورده في "تاريخ الأمم والملوك" [(ج5/ص156 - 161) ط/ دار الكتب العلمية – بيروت- لبنان]، قال:

((وذُكر أن طاهرًا لما عهد إلى ابنه عبد الله هذا العهد تنازعه الناس وكتبوه، وتدارسوه وشاع أمره، حتى بلغ المأمونَ، فدعا به وقُرئ عليه، فقال:

((ما بَقَّى أبو الطيب (يعني: طاهرًا) شيئًا من أمر الدين والدنيا والتدبير والرأي والسياسة وإصلاح الملك والرعية وحفظ البَيْضَة وطاعة الخلفاء وتقويم الخلافة إلا وقد أحكمه، وأوصى به وتقدم)).

وأمر أن يُكتب بذلك إلى جميع العمال في نواحي الأعمال.

وتوجه عبد الله إلى عمله فسار بسيرته، واتبع أمره، وعمل بما عهد إليه)) انتهى.

وهاك نص الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015