فإذا كان المعنى شريفًا، واللفظ بليغًا، وكان صحيح الطبع، بعيدًا من الاستكراه، ومنزهًا عن الاختلال، مصونًا عن التكلف؛ صنع فى القلب صنيع الغيث في التربة الكريمة.
ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة؛ أصحبها الله من التوفيق، ومنحها من التأييد ما لا يمتنع من تعظيمها به صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة.
وقد قال عامر بن عبد القيس:
((الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان)).
وقال الحسن وسمع متكلمًا يعظ فلم تقع موعظته بموضع من قلبه ولم يرق عندها، فقال له: ((يا هذا! إن بقلبك لشرًّا أو بقلبي)) انتهى.
هذا، واللهَ - سبحانه وتعالى - أسأل أن يجعل عملي كله صالحًا، ولوجهه خالصًا، ولعباده نافعًا.
وكتب
وائل بنُ حافظ بنِ خلف
بمنزلي الكائن بقرية العكريشة - مركز كفر الدوار- محافظة البحيرة - جمهورية مصر العربية.
في عصر الخميس: التاسعَ عشرَ ِمن شوال 1430هـ
الثامن من أُكتوبر (تشرين الأول) 2009م.