بَابٌ

ربما أرادت العرب أن تذكر الشيء من جسد الإنسان فتجمعه بما حوله من ذلك قولهم: امرأة ضخمة الأَوْرَاكِ وإنما لها وَرِكَانِ، وامرأة حسنة اللَّبَّاتِ يريدون اللَّبَّةَ وما حولها.

قال ذو الرُّمَّةِ:

بَرَّاقَةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ وَاضِحَةٌ ... كَأنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِهَا لَبَبُ

ومنه قولهم: ألقاه في لَهَوَاتِ الأسد وإنما له لَهَاةٌ واحدة، وشابت مَفَارِقُ فلانٍ.

قال الأعشى:

فَإِنْ تَكُ لِمَّتِي يَا قَتْلُ أَضْحَتْ ... كَأَنَّ عَلَى مَفَارِقِهَا ثُغَامَا

وإنما له مفرق واحد، قال ابن الرقاع يصف فرسًا:

وَعَلَى الزَّوْرِ مَنْبِضِ القَلْبِ مِنْهُ ... بِحَيَازِيمَ بَيْنَهَا أَسْتَارُ

وإنما له حَيْزُومٌ واحد، وقال الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ:

إمَّا تَرَيْنِي قَدْ بَلِيتُ وَشَفَّنِي ... مَا غِيضَ مِنْ بَصَرِي وَمِنْ أَجْلَادِ

يريد الجلد وما حوله، وقال أيضًا:

وَلَقَدْ أَرُوحُ عَلَى التِّجَارِ مُرَجَّلًا ... مَذِلًا بِمَا لِي لَيِّنًا أَجْيَادِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015