(إن قتل الجن بغير حق لا يجوز كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق، والظلم محرم في كل حال، فلا يحل لأحد أن يظلم أحداً ولو كان كافراً، بل قال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أنْ لا تَعْدِلوا اعْدِلوا هُوَ أقْرَبُ لِلتَّقْوى} (?) ، والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم (?) ، كما أتى الشيطان قريشاً في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر، قال تعالى: {وإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمْ اليَوْمَ مِنَ النَّاسِ وإِنِّي جارٌ لَكُمْ} ، إلى قوله: {وَاللهُ شَديدُ العِقابِ} (?) .
وكما روى أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلوا الرسول أو يحبسوه أو يخرجوه؟ كما قال تبارك وتعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَروا لِيُثْبِتوكَ أَوْ يَقْتُلوكَ أَوْ يُخْرِجوكَ وَيَمكرُون وَيَمْكُرُ