(إن سنَّة المسلمين أن يدفنوا في الصَّحراء تحت السماء، كما كان هو - صلى الله عليه وسلم - يدفن أصحابه في البقيع، ولم يدفن أحداً منهم تحت سقف في بيت، ولا بنى على أحدٍ منهم سقفاً ولا حائطاً؛ بل قد ثبت عنه في ((الصحيح)) أنه نهى أن يُبنى على القبور (?) ، وهو - صلى الله عليه وسلم - دُفن في بيته تحت السقف، وذلك لما بيَّنته عائشة رضي الله عنها من أنه لو دُفن في الصَّحراء لخيف أن يُتَّخذ قبره مسجداً (?) ؛ فإن عامَّة النَّاس لِمَا في قلوبهم من تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - قد يقصدون الصَّلاة عنده، بل قد يرون ذلك أفضل لهم من الصَّلاة في مكان آخر، كما فعل أهل الكتاب حيث اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ورأوا الصلاة عندها أفضل من الصَّلاة عند غيرها لما في النُّفوس من الشِّرك، والَّذين يفعلون ذلك يرون أنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى، وأن ذلك من أفضل أعمالهم، وهم ملعونون، قد لعنهم الله ورسوله؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) (?) ...