754 - سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو عَطَاءٍ الصُّوفِيُّ، -[256]- قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: سَمِعَ بِقِرَاءَتِي وَقَرَأَهُ غَيْرِي الْكَثِيرَ، وَسَمِعَ تَارِيخَ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ مِنَ الْفَقِيهِ أَبِي الْقَاسِمِ زَاهِرٍ الطُّوسِيِّ، وَغَيْرَ ذَلِكَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى غَزْنَةَ فِي بَعْضِ السِّنِينِ، وَادَّعَى بِهَا أَنَّهُ سَمِعَ كُتُبَ زَيْنِ الإِسْلامِ مِنْ كِتَابِ الرِّسَالَةِ وَلَطَائِفِ الإِشَارَاتِ وَغَيْرِهَا فَلَقِيَ بِذَلِكَ سُوقًا وَنِفَاقًا ثُمَّ ادَّعَى أَنَّهُ مِنْ أَحْفَادِ الإِمَامِ وَخُيِّلَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ لِمُوَافَقَةِ اسْمِ أَبِيهِ وَاسْمِهِ وَكَتَبَ لِنَفْسِهِ حَافِدَ الأُسْتَاذِ الإِمَامِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ وَقُرِئَ عَلَيْهِ الرِّسَالَةُ وَلَطَائِفُ الإِشَارَاتِ فِي عِزِّ وَحِشْمَةٍ وَرَوَاجِ سُوقٍ، وَأُعْطِيَ عَلَى ذَلِكَ أَمْوَالا وَنَالَ إِرْفَاقًا إِلَى أَنِ اتَّفَقَ وُرُودِي عَلَى تِلْكَ الْحَضْرَةِ وَحَضَرَ إِلَى الْفُقَهَاءِ الَّذِينَ سَمِعُوا مِنْهُ وَطَلَبُوا مِنِّي السَّمَاعَ فَرَوَيْتُ لَهُمْ فَحَكَوْا لِي أَنَّ أَخًا مِنْ إِخْوَانِكَ حَضَرَنَا وَرَوَى لَنَا الْكُتُبَ، فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ، تَعَالَى، لَمْ يَخْلُقْ لِي أَخًا مِنْ جِهَةِ النَّسَبِ إِلا وَاحِدًا تُوُفِّيَ صَغِيرًا وَلَمْ يَبْلُغْ أَوَانَ الرِّوَايَةِ وَمَا سَافَرَ قَطُّ وَكَانَ الْمِسْكِينُ الْمَحْرُومُ انْتَسَبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فِي سَخَطِ اللَّهِ تَرْوِيجًا لِسُوقُهُ وَلَوِ انْتَسَبَ إِلَى أَبِيهِ الشَّيْخِ الأَوْحَدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ الَّذِي هُوَ مِنْ مَشَاهِيرِ الْمَشَايِخِ الصُّوفِيَّةِ مِنْ مُرِيدِي الإِمَامِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ حَمَاقَتِهِ وَجَهْلِهِ، وَصَارَ ذَلِكَ سُبَّةً وَقُرْحَةً فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ شُؤْمُ تَزْوِيرِهِ، وَظَهَرَ سُوءُ صَنِيعِهِ فَتَرَكُوا رِوَايَتَهُ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَبَعْدَ ذَلِكَ سَمِعْتُ مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّهُ دَخَلَ كِرْمَانَ أَيْضًا، وَادَّعَى بِهَا أَنَّهُ مِنْ أَحْفَادِ الشَّيْخِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ، تَزْوِيرًا أَيْضًا، حَتَّى اطُّلِعَ عَلَيْهِ وَزُجِرَ، تُوُفِّيَ بِغَزْنَةَ، وَمَسْمُوعَاتُهُ الصَّحِيحَةُ مَعَنَا كَثِيرَةٌ، وَلَكِنَّهُ، عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ، سَاقِطُ الرِّوَايَةِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ.