أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى أبو بكر البيهقي الخسروجردي

231 - أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ الإِمَامُ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ الأُصُولِيُّ الدَّيِّنُ الْوَرِعُ، وَاحِدُ زَمَانِهِ فِي الْحِفْظِ، وَفَرْدُ أَقْرَانِهِ فِي الإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ وَالْمُكْثِرِينَ عَنْهُ، ثُمَّ الزَّائِدُ عَلَيْهِ فِي أَنْوَاعِ الْعُلُومِ كَتَبَ الْحَدِيثَ وَحَفِظَهُ مِنْ صِبَاهُ إِلَى أَنْ نَشَأَ، وَتَفَقَّهَ، وَبَرَعَ فِيهِ وَشَرَعَ فِي الأُصُولِ وَرَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ، وَالْجِبَالِ، وَالْحِجَازِ، فَسَمِعَ بِخُرَاسَانَ مِنَ السَّيِّدِ أَبِي الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ، وَالْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الرُّوزْبَارِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَأَبِي طَاهِرٍ الزِّيَادِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَأَبِي زَكَرِيَّا ثُمَّ طَبَقَةِ أَصْحَابِ الأَصَمِّ، وَسَمِعَ بِالْعِرَاقِ مِنْ: أَبِي الْحَسَنِ بْنِ بِشْرَانَ، وَأَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ جَنَاحِ بْنِ نَذِيرٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَبِالْحِجَازِ مِنَ ابْنِ نَظِيفٍ، وَبِمَكَّةَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالتَّصْنِيفِ فَأَلَّفَ مِنَ الْكُتُبِ مَا لَعَلَّهُ يَبْلُغُ قَرِيبًا مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ، مِثْلَ كِتَابِ (السُّنَنِ الْكَبِيرِ) ، وَكِتَابِ (الْمَعْرِفَةِ) ، وَ (الْمَبْسُوطِ) وَ (الْجَامِعِ لِشُعَبِ الإِيمَانِ) وَ (مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ) ، وَ (الدَّعَوَاتِ) وَ (الاعْتِقَادِ) ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ التَّصَانِيفِ الْمُتَفَرِّقَةِ الْمُفِيدَةِ جَمَعَهَا جَمْعًا بَيَّنَ فِيهَا عِلْمَ الْحَدِيثِ وَعَلَّلَهُ، وَبَيَّنَ الصَّحِيحَ، وَالسَّقِيمَ وَذَكَرَ وُجُوهَ الْجَمْعِ بَيْنَ الأَحَادِيثِ، ثُمَّ بَيَّنَ الْفِقْهَ وَالأُصُولَ وَشَرَحَ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْعَرَبِيَّةِ عَلَى وَجْهٍ وَقَعَ مِنَ الأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ مَوْقِعَ الرِّضَا، وَنَفَعَ اللَّهُ، تَعَالَى بِهِ الْمُسْتَرْشِدِينَ وَالطَّالِبِينَ، وَلَعَلَّ أَثَارَهُ -[109]- تَبْقَى إِلَى الْقِيَامَةِ اسْتَدْعَى مِنْهُ الأَئِمَّةُ فِي عَصْرِهِ انْتِقَالَهُ إِلَى نَيْسَابُورَ مِنَ النَّاحِيَةِ لِسَمَاعِ كِتَابِ (الْمَعْرِفَةِ) لاحْتِوَائِهِ عَلَى أَقَاوِيلِ الشَّافِعِيِّ عَلَى تَرْتِيبِ الْمُخْتَصَرِ الَّذِي صَنَّفَهُ الْمُزَكِّي بِذِكْرِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي مِنْهَا نَقَلَهَا مِنْ كُتُبِ الشَّافِعِيِّ، وَذَكَرَ حُجَجَهُ وَدَلائِلَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ، وَالآثَارِ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ، تَعَالَى، بِجَمْعِهَا وَبَيَانِهَا وَشَرْحِهَا، فَعَادَ إِلَى نَيْسَابُورَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَعَقَدُوا لَهُ الْمَجْلِسَ لِقِرَاءَةِ ذَلِكَ الْكِتَابِ وَحَضَرَهُ الأَئِمَّةُ وَالْفُقَهَاءُ وَأَكْثَرُوا الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَالدُّعَاءَ لَهُ فِي ذَلِكَ لِبَرَاعَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ وَإِفَادَتِهِ وَقُرِئَ عَلَيْهِ غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْكُتُبِ لِلْحَاكِمِ، وَكَانَ نُزُولُهُ فِي مَدْرَسَةِ سُورِي بِبَابِ غَزْنَةَ، وَكَانَ عَلَى سِيرَةِ الْعُلَمَاءِ قَانِعًا مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ مُتَحَمِّلا فِي زُهْدِهِ وَوَرَعِهِ وَبَقِيَ كَذَلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ عَادَ إِلَى النَّاحِيَةِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى وَقَدْ فَاتَنِي السَّمَاعُ مِنْهُ مَعَ الإِمْكَانِ لِغَيْبَةِ الْوَالِدِ عَنِّي، وَظَفِرْتُ بِالإِجَازَةِ الصَّحِيحَةِ مِنْهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015