174 - أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي الْجَلِيلُ، أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ الْحَرَشِيُّ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِذِكْرِ أَسْلافِهِ وَلَمْ يَأْلُ جَهْدًا فِي تَعْرِيفِ بَيْتِهِ وَنَسَبِهِ وَحَالِهِ وَسِيَرِهِ إِلا أَنَّهُ عَاشَ بَعْدَ الْحَاكِمِ إِلَى نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَظَهَرَتْ بِامْتِدَادِ عُمْرِهِ بَرَكَةُ إِسْنَادِ الأَصَمِّ حَتَّى أَفَادَ الْخَلْقُ الْكَثِيرِ وَالْجَمُّ الْغَفِيرِ بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَصَارَتْ حَيَاتُهُ تَارِيخًا فِي إِسْنَادِهِ وَكَانَ مِنْ أَصَحِّ أَقْرَانِهِ سَمَاعًا وَأَوْفَرَهُمْ إِتْقَانًا وَأَشْرَفَهُمْ أَصْلا وَنَسَبًا وَأَكْثَرَهُمْ حُرْمَةً وَأَتَمَّهُمْ دِيَانَةً وَاعْتِقَادًا وَأَعَمَّهُمْ بَرَكَةً وَفَائِدَةً، جَدُّهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَشِيُّ كَانَ خَلِيفَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَلَى خُرَاسَانَ، وَجَدُّهُ الآخَرُ بَعْدَهُ أَبُو عَمْرٍو شَيْخُ نَيْسَابُورَ فِي عَصْرِهِ [في الرئاسة والمروءة والعدالة والتحديث وهو من أولاد عثمان بن عفان من قبل أمه فذلك يقال له العثماني
وببيته بيت العلم والتزكية تفقه على الأستاذ أبي الوليد القرشي وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ وقرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري وصنف في الأصول والحديث
وكان نظيف النفس نقي الطهارة مبالغا في الإحتياط مائلا من شدة الإحتياط إلى الوسوسة -[84]-
قلد التزكية بنيسابور مدة ثم قلد القضاء بعده وخرج له الحاكم أبو عبد الله الفوائد سنة اثنين وسبعين وثلثمائة ثم خرج له أبو عمرو البحيري وعقد مجلس الإملاء سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة فحدث نحوا من خمسين سنة وأملى أربعين سنة
وكان سمع من الميداني وحاجب بن أحمد الطوسي قبل الأصم ثم من الأصم وأبي الوليد وطبقتهم بنيسابور وبجرجان من أبي أحمد بن عدي وأبي بكر الإسماعيلي وببغداد من أبي سهل بن زياد القطان ودعلج وأبي بكر الشافعي وأبي جعفر الهاشمي وبالكوفة من ابن دحيم الشيباني وأبي بكر بن أبي دارم وبمكة من أبي محمد الفاكهي وبكير بن أحمد الحداد وغيرهم
وبقي كذلك محدث عصره إلى أن توفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربع مائة
وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
وكان وقت وفاته ابن سبع وتسعين سنة أصابه وقر في أذنه في آخر عمره
وكان يقرأ عليه مع ذلك ويحتاط في السماع إلى أن اشتد ذلك قريبا من سنتين أو ثلاث فما كان يحسن أن يسمع وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدة احتياطه
وقد أخبرنا الحديث عنه أكثر من رأينا مثل المؤذن وابن رامش وابن أبي زكريا وزين الإسلام جدي وخالي أبو سعد وابن خلف والتفليسي