1636 - يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ [سختويه] .... أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، شَيْخٌ مَشْهُورٌ مَذْكُورٌ جَلِيلٌ ثِقَةٌ عَدْلٌ مَرْضِيٌّ مِن فُضَلاء الْحَدِيث وَالتَّزْكِيَة، أَبُوهُ أَبُو إِسْحَاقَ مُزَكِّي خُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ، تَقَدَّمَ ذِكْرُ.... مُحَدِّثُونَ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ، -[529]- وَهَذَا أَبُو زَكَرِيَّا أَشْهَرُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ، وَكَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ دِينًا وَزُهْدًا وَوَرَعًا وَصَلاحًا وَإِتْقَانًا..... وَاحْتِيَاطًا فِي الرِّوَايَةِ مَا كَانَ يُحَدِّثُ إِلا مِنْ كِتَابِهِ، يُقْرَأُ عَلَيْهِ فَيَنْظُرُ فِي أَصْلِهِ، وَعُقِدَ لَهُ مَجْلِسُ الإِمْلاءِ بَعْدَ الْحَاجِّ، وَجِئْتُهُ حِينئذٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَخَرَّجَ لَهُ الإِمْلاءَ وَالْفَوَائِدَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ وَحَضَرَ مَجْلِسَهُ الْمُحَدِّثُونَ الْعَصْرِيُّونَ مِنْ أَقْرَانِهِ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمِّ مُرَاعَاةً لِجَانِبِه مِثْلَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ الْكَوْشَكِيِّ السَّرَّاجِ، وَأَبِي بَكْرٍ السُّكَّرِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَأَمْلَى عَلَى الصِّحَّةِ سَبْعَ سِنِينَ وَاشْتُهِرَ، وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ الْخَامِسِ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، سَمِعَ بِنَيْسَابُورَ مِنْ أَبِي الْفَضْلِ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْبُخَارِيِّ، وَالأَصَمِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْحَافِظِ، وَأَبِي الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ الضُّبَعِيِّ، وَأَبِي الْوَلِيدِ الْقُرَشِيِّ، وَتَفَقَّهَ عَلَيْهِ، وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ قَانِعٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهِ وَطَبَقَتِهِمْ، وَسَمِعَ بِالْكُوفَةِ مِنَ ابْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيِّ وَبِمَكَّةَ، حَرَسَهَا اللَّهُ، مِنْ مَشَايِخِهِمْ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ كَثِيرَ الشُّيُوخِ، صَحِيحَ السَّمَاعِ، قُرِئَ عَلَيْهِ الْكَثِيرُ مِنْ أُصُولِ الْكُتُبِ مِثْلَ: (الْمُوَطَّإِ) ، وَ (مُسْنَدِ ابْنِ وَهْبٍ) ، وَ (مُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ) وَالْفَوَائِدِ الْمُخَرَّجَةِ لَهُ، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ، وَهُوَ خَلَفُ أَبِيهِ فِي كَثْرَةِ السَّمَاعِ وَالْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَعُثْمَانُ الْمَحْمِيُّ، وَعَلِيٌّ الْمُؤَذِّنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو السَّنَابِلِ وَغَيْرُهُمْ.