1472 - مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ السِّجْزِيُّ أَبُو سَعِيدٍ الرَّكَّابُ الْحَافِظُ، أَحَدُ حُفَّاظِ عَصْرِنَا الْمُتْقِنِينَ الْمُكْثِرِينَ، جَالَ فِي الآفَاقِ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ الْخَارِجَ عَنِ الْقِيَاسِ بِخُرَاسَانَ وَبِبَلَدِهِ وَبِالْعِرَاقِ وَبِالْجِبَالِ، كَتَبَ الْكَثِيرَ وَجَمَعَ الأَبْوَابَ وَصَنَّفَ التَّصَانِيفَ الْحِسَانِ، وَكَتَبَ مِنَ الطَّبَقَاتِ وَالتَّوَارِيخِ وَالْمَجْمُوعَاتِ وَالْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ مَا لا يُحْصَى، كَتَبَ عَنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْمُقْرِئِ، وَأَصْحَابِ الأَصَمِّ، وَأَكْثَرَ عَنْ أَصْحَابِ الأَصَمِّ.
وَكَانَ تَقِيًّا وَرِعًا قَصِيرَ الْيَدِ زَجَّى عُمْرهُ، وَكَذَلِكَ إِلَى أَنِ ارْتَبَطَهُ الصَّاحِبُ نِظَامُ الْمُلْكِ بِنَاحِيَةِ بَيْهَقَ ثُمَّ بِطُوسَ لِلاسْتِفَادَةِ مِنْهُ، ثُمَّ انْتَقَلَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ إِلَى نَيْسَابُورَ وَاسْتَوْطَنَهَا، وَكَانَ مِنَ الْمُخْتَصِّينَ بِعِنَايَةِ نَاصِحِ الدَّوْلَةِ أَبِي مُحَمَّد الفندورجي، وَكَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ الصَّاحِبِ مَرْسُومًا مُشَاهَرَةً: لَقِيَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي نَيْسَابُورَ فِي بَيْتِ الْمَكْتَبِ النِّظَامِيِّ لَيْلَةَ الأَحَدِ وَقْتَ الصُّبْحِ ثَامِنَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي، وَسَمِعَ أَجْزَاءً وَسَمِعَ الْكَثِيرَ وَأَمْلَى سِنِينَ وَأَمْلَى بِطُوسَ مُدَّةً........ الْكَثِير عَدَدَنَا فِي كُتُبِهِ قَرِيبًا مِنْ سِتِّينَ مَجْمُوعًا مِنَ التَّوَارِيخِ سِوَى سَائِرِ الأَجْنَاسِ.