قَدِمَ نَيْسَابُورَ شَابًّا، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ زَكَرِيَّا وَعُثْمَانَ الْمَحْمِيِّ وَابْنِ رَاشِدٍ، وَابْنِ خَلَفٍ، وَاسْتَوْفَى أَكْثَرَ كُتُبِ السُّلَمِيِّ، وَنَزَلَ خَانِقَاةَ التَّيْمُلِيِّ مَعَ الْمُتَصَوِّفَةِ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ، وَأَكْثَرَ مَا سَمِعَهُ بِقِرَاءَاتِهِ، وَخَرَجَ إِلَى طُوسَ، وَإِلَى هَرَاةَ وَاخْتَصَّ بِالأَنْصَارِيَّةِ بِهَا لِمَيْلِهِ إِلَى الظَّاهِرِيَّةِ، وَالْعَقِيدَةِ الْمُخْتَصَّةِ بِأَهْلِ هَمَذَانَ وَهَرَاةَ، عَادَ إِلَى هَمَذَانَ وَسَمِعْتُ أَنَّهُ صَارَ مِنْ شُيُوخِهِمْ يَعْقِدُ مَجْلِسَ الْوَعْظِ وَيَنْشُرُ مَا جَمَعَهُ فِي الْغُرْبَةِ.
سَمِعَ بِقِرَاءَتِنَا وَسَمِعْنَا بِقِرَاءَتِهِ، وَلَسْتُ أُبْعِدُ أَنَّا سَمِعْنَا مِنْهُ شَيْئًا.