وَسَمِعَ مَعَ أَوْلادِ الرَّئِيسِ مِنْ أَصْحَابِ الأَصَمِّ وَغَيْرِهِمْ بِنَيْسَابُورَ وَسَمِعَ بِالْعِرَاقِ وَمَكَّةَ وَلَمَّا طَعَنَ فِي السِّنِّ تَبَرَّزَ فِي الْقِرَاءَاتِ وَعُلُومِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ لَهُ حَظٌّ صَالِحٌ مِنَ النَّحْوِ وَهُوَ إِمَامٌ فِي وَقْتِهِ ارْتَبَطَهُ نِظَامُ الْمُلْكِ فِي الْمَدْرَسَةِ بِنَيْسَابُورَ لِيُقْرِئَ فِي الْمَسْجِدِ الْمُبْتَنَى فِيهَا، فَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ وَلَمْ يَزَلْ يُفِيدُ إِلَى آخِرِ عُمْرِهِ، وَلَهُ شِعْرٌ كَثِيرٌ، وَفِيهِ أَسْبَابٌ وَآدَابٌ مِنْ آدَابِ الْمُتَأَدِّبِينَ.
سَمِعَ حَضَرًا وَسَفَرًا، -[67]- وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، عُقِدَ لَهُ مَجْلِسُ الإِمْلاءِ فِي الْمَدْرَسَةِ النَّاحِيَةِ الْعُمَيْدِيَّةِ فِي مَوْضِعِ الْخَاصِّ فَأَمْلَى سِنِينَ وَغَالِبُ ظَنِّي أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا الْعَلاءِ الْمَعَرِّيَّ فِي سَفَرِهِ.