103 - مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ الصَّفَّارُ، أَبُو سَعِيدٍ الْمَعْرُوفُ -[56]- بِالْخَشَّابِ، ابْنُ أُخْتِ أَبِي سَهْلٍ الْخَشَّابِ اللِّحْيَانِيِّ، شَيْخٌ مَشْهُورٌ بِالْحَدِيثِ، مِنْ خَوَاصِّ خَدَمِ شَيْخِهِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ صَاحِبَ كُتُبٍ، أَوْصَى لَهُ الشَّيْخُ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَصَارَ بَعْدَهُ بِدَارِ كُتُبِ الْحَدِيثِ بِنَيْسَابُورَ، وَأَكْثَرُ أَقْرَانِهِ سَمَاعًا وَأُصُولا، وَقَدْ رُزِقَ الإِسْنَادَ الْعَالِيَ، وَكَتَبَ الأُصُولَ، وَجَمَعَ الأَبْوَابَ وَإِفَادَةَ الصِّبْيَانِ وَالرِّوَايَةِ إِلَى آخِرِ عُمْرِهِ، وَبَيْتُهُ بَيْتُ الصَّلاحِ وَالْحَدِيثِ، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي السَّمَاعُ مِنْهُ وَلا الإِجَازَةُ مَعَ الإِمْكَانِ؛ لِغَيْبَةِ الْوَالِدِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ.
وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِالْحَدِيثِ عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: وَالِدِي، وَأَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، وَأَبُو سَعْدِ بْنُ رَامِشٍ وَغَيْرُهُمْ، وَأَكْثَرُ مَا سُمِعَ مِنْهُ تَصَانِيفُ السُّلَمِيِّ وَأَحَادِيثُ الْمَخْلَدِيِّ، وَسَمِعْتُ بَعْضَ منْ أَثِقُ بِهِ أَظْهَرَ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ خُزَيْمَةَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُونِيِّ، وَمَا أَظْهَرَهُ فِي أَيَّامِ حَيَاتِهِ، فَتَكَلَّمَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فِيهِ وَمَا رَضَوْا ذَلِكَ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَالِهِ، وَأَمَّا سَمَاعُهُ مِنَ الْمَخْلَدِيِّ وَالْخَفَّافِ وَالطَّبَقَةِ وَصَاحِبِهِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَصَحِيحٌ لا شَكَّ فِيهِ، ثُمَّ ظَفِرْتُ بِالإِجَازَةِ الصَّحِيحَةِ عَنْهُ فِي نُسْخَةٍ بِخَطِّ خَالِي أَبِي سَعِيدٍ.... فَتَحَجَّجْتُ بِهِ وَشَكَرْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ.