ثم سكب الدنانير بين يدى القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمدلله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (أما بعد) فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة ابنة أبى سفيان فبارك الله لرسوله ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الانبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا * قالت أم حبيبة فلما وصل إلى المال أرسلت إلى أبرهة التى بشرتني فقلت لها إنى كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدى فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستغنى بها فأخرجت إلى حقا فيه كل ما أعطيتها فردته إلى وقالت عزم على الملك أن لا أرزأك شيئا وأنا التى أقوم على ثيابه ودهنه وقد اتبعت دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهم من العطر فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير فقدمت بذلك كله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يراه على وعندي فلا ينكر ثم قالت أبرهة فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله منى السلام وتعلميه أنى قد اتبعت دينه قالت ثم لطفت بى وكانت التى جهزتني وكانت كلما دخلت على تقول لا تنسى حاجتى إليك قالت فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بى أبرهة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرأته منها فقال وعليها السلام ورحمة الله قال ابن عمرو حدثنا إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم عمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة بنت أبى سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش فزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار قال ابن عمر فحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبى بكر ابن حزم قالا كان الذى زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص