عليه وسلم وكانت امرأته أم حكيم ابنة الحارث بن هشام أمرأة لها عقل وكانت قد اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ابن عمى عكرمة قد هرب منك إلى اليمن وخاف أن تقتله فآمنه قال قد آمنته بأمان الله فمن لقيه فلا يعرض له فخرجت في طلبه فأدركته في ساحل من سواحل تهامة وقد ركب البحر فجعلت تليح إليه وتقول يا ابن عم جئتك من أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسلك وقد استأمنت لك منه فآمنك فقال أنت فعلت ذلك قالت نعم أنا كلمته فآمنك فرجع معها فلما دنا من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه يأتيكم عكرمة بن أبى جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذى الحى ولا يبلغ الميت قال فقدم عكرمة فانتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته معه فسبقته فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت فأخبر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم عكرمة فاستبشر ووثب قائما على رجليه وما على رسول الله صلى الله عليه وسلم رداء فرحاح بعكرمة وقال أدخليه فدخل فقال يا محمد إن هذه أخبرتني أنك آمنتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت آمن قال عكرمة فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبد الله ورسوله وقلت أنت أبر الناس وأصدق الناس وأوفى الناس أقول ذلك وإنى لمطأطئ رأسي استحياء منه ثم قلت يا رسول الله استغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مركب أو صعت فيه أريد إظهار الشرك فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعكرمة كل عداوة عادانيها أو مركب أوضع فيه يريد أن يصد عن سبيلك قلت يا رسول الله مرنى بخير ما تعلم فأعلمه قال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وجاهد في سبيله قال عكرمة أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل إله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله عزوجل ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا يوم أجنادين في خلافة أبى بكر وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله عام حجه على هوازن يصدقها فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكرمة يومئذ بتبالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015