المنتحل (صفحة 274)

كأنَّ نسرينَ وجنتيهِ ... بشعر أصداغه مغلَّفْ

يرشحُ منهُ الجبينُ ماءً ... كأنَّه لؤلؤٌ منصَّفْ

وقال كلثوم بن عمر العتابي:

فإنْ تكُ حمَّى الغِبّ شفَّك غبُّها ... فعقباك منها أن يطولَ لك العمرُ

وقيناك لو نعطى الهوى فيك والمنى ... وكانت بنا الشكوى وكانَ لك الأجرُ

وقال آخر:

أجدَّك ما تنفكُّ تشكو قضيةً ... تُردُّ إلى حكمٍ لدى الدَّهر جائرِ

ينالُ الفتى ما لم يقدّرْ وربَّما ... أتاحتْ له الأيَّامُ ما لم يحاذرِ

وقال أبو عبد الله النمري:

ما أنتَ إلاَّ صحَّةٌ مكلوءةٌ ... تتقاصرُ الأوهامُ دون مداها

فإذا مرضتَ ولا مرضتَ فإنَّما ... مرضُ الرِّياح يطيبُ فيه ثناها

لم تُنسك الأمراضُ ذكرَ صنائع ... تولى وشكرَ صنائعٍ تُولاها

وقال آخر:

يا سيداً أفديه عند شكايةٍ ... بالنفس والولد الأغرّ وبالأبِ

لمَ لا أبيتُ على الفراشِ مسهَّداً ... وقد اشتكى عضوٌ من أعضاءِ النبي

وقال البحتري:

إذا اعتللتَ ذممنا العيشَ وهو ندٍ ... طلقُ الجوانبِ ضافٍ ظلُّهُ رَغَدُ

لو أنَّ أنفسنا اسطاعتْ وُقيتَ بها ... حتَّى تكونَ بها الشكوى التي تجدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015