المنتحل (صفحة 264)

وما كانَ هذا الهولُ إلاَّ غمامةً ... بدا طالعاً من تحتِ ظلمتها البدرُ

فإنْ تنسَ نُعمى اللهِ فيك فقد لها ... أضعتَ وإنْ تشكر فقد وجب الشكرُ

وقال أيضاً:

بالقصر لا بمليكِ القصرِ نازلةٌ ... أضحى لها وهوَ طلقُ الوجه جذلانُ

تفاءلَ الناسُ واشتدَّت ظنونهمُ ... والفألُ فيهِ لبعضِ الأمرِ تبيانُ

وأيقَنوا أنَّ تنويرَ الحريقِ هو الدُّ ... نيا تملَّكها والنارُ سلطانُ

وقال أيضاً:

لعدوكَ الحربُ الجليلُ الواقعُ ... ولمنْ يكايدكَ الحِمامُ الفاجعُ

قلنا لِعاً لمَّا عثرْتَ ولم تزلْ ... نوبُ الليالي عنكَ وهي رواجعُ

ولربَّما عثر الجوادُ وشأوهُ ... متقدمٌ ونبا الحسام القاطعُ

لم تظفرِ الأعداءُ منكَ بزلَّةٍ ... والله دونكَ حاجزٌ ومُمانعُ

إحدى الحوادث شارفتكَ فردَّها ... دفعُ الإلهِ وصنعهُ المتتابعُ

دلَّتْ على رأي الإمام وأنَّهُ ... قلقُ الجوابِ لما أصابك جازعُ

ما حال لونٌ عند ذاك ولا هفا ... عزمٌ ولا راعَ الجوانح رائعُ

حتى برزْتَ لنا وجأشك ساكنٌ ... من نجدةٍ وضياءُ وجهك ساطعُ

خبرٌ يسوءُ الحاسدينَ إذا بدا ... وأعادَ فيهِ محدثٌ أوْ سامعُ

سارتْ بهِ الرُّكبانُ عنك فربَّما ... كنتَ الحسود لك الحديث الشائعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015