المبحث الخامس المحكم والمتشابه

مدلولهما اللغوي:

أ- المحكم: تقول العرب: حاكمت وحكمت وأحكمت بمعنى: رددت ومنعت، والحاكم يمنع الظالم عن الظلم، وحكمة اللجام: هي التي تمنع الفرس عن الاضطراب، وفي حديث النخعي: أحكم اليتيم كما تحكم ولدك، أي: امنعه عن الفساد:

قال جرير:

أبني حنيفة أحكموا سفاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا

أي: امنعوا سفاءكم.

وبناء محكم، أي: وثيق يمنع من تعرض له، وسميت الحكمة حكمة لأنها تمنع عما لا ينبغي (?)، وقيل: إن إحكام الشيء إصلاحه وإتقانه، وإحكام آيات القرآن إحكامها من خلل يكون فيها، أو يقدر ذو زيغ أن يطعن فيها من قبله (?).

ب- المتشابه: أما المتشابه فهو أن يكون أحد الشيئين مشابها للآخر بحيث يعجز الذهن عن التمييز بينهما.

قال الله تعالى: .. وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً .. [البقرة: 25]. أي: متفق المنظر مختلف الطعوم، وقال تعالى: تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ [البقرة: 118]. ومنه يقال: (اشتبه عليه الأمران) إذا لم يفرق بينهما. قال عليه السلام: «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015