وَأَيْضًا فَإِنَّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مئة عَامٍ وَسُمْكُهَا كَذَلِكَ. وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا هَذِهِ الْمَسَافَةُ الْعَظِيمَةُ فَكَيْفَ يَصِلُ إِلَيْهَا مَنْ طُولُهُ ثَلاثَةُ آلافِ ذِرَاعٍ حَتَّى يَشْوِي فِي عَيْنِهَا الْحُوتَ وَلا رَيْبَ أَنَّ هَذَا وَأَمْثَالَهُ مِنْ وَضْعِ زَنَادِقَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ قَصَدُوا السُّخْرِيَةَ وَالاسْتِهْزَاءَ بِالرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ.
137- ومن هذا حديث "إن قاف جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ تُحِيطُ بِالدُّنْيَا كَإِحَاطَةِ الْحَائِطِ بِالْبُسْتَانِ وَالسَّمَاءُ وَاضِعَةٌ أَكْنَافَهَا عَلَيْهِ فَزُرْقَتُهَا مِنْهُ" وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِمَّا يَزِيدُ الْفَلاسِفَةَ وَأَمْثَالَهُمْ كُفْرًا.
138- وَمِنْ هَذَا حَدِيثِ "إِنَّ الأَرْضَ عَلَى صَخْرَةٍ وَالصَّخْرَةُ عَلَى قَرْنِ ثَوْرٍ فَإِذَا حَرَّكَ الثَّوْرُ قَرْنَهُ تَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ فَتَحَرَّكَتِ الأَرْضُ وَهِيَ الزَّلْزَلَةُ" وَالْعَجَبُ مِنْ مُسَوِّدِ كُتُبَهُ بِهَذِهِ الْهَذَيَانَاتِ.
139- ومن هَذَا حَدِيثِ "كَانَتْ جِنِّيَّةٌ تَأْتِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ