فليس ليلي ليـ ... ـل ولا نهاري نهار
فكتب معاوية إلى ابن أم الحكم ووبخه، وزجره، ونهاره عن هذه وقال في آخر الكتاب:
لقد ركبت حراماً يا ابن غاوية ... أستغفر الله من جور امرئٍ زاني
فلما وصل الكتاب إلى ابن أم الحكم وقرأه، فلما وسعه إلا أن أن يسيرها إلى معاوية وكتب الجواب:
وما ركبت حراماً حين أعجبني ... فكيف سميت باسم الجائر الزاني
وسوف تأتيك شمس لا خفاء بها ... أبهى البرية من إنس ومن جان
فلما مثلت بين يدي معاوية فإذا هي أحسن الناس جمالا وكمالا، فقال: يا أعرابي! هل تسلو عنها؟. فقال: إذا فرقت بين رأسي وجسدي. فقال معاوية: أختاري الأعرابي أو ابن الحكم أو أنا!. فقالت: الأعرابي، فأخذها الأعرابي وهو يقول:
المستعيذ بعمرو عند كربته ... كالمستعيذ من الرمضاءِ بالنار
ويروى أنه دخل عطاء بن رباح على أبي مسلم وقد كان حصلت معه هفوة، وعاتبه أبو
مسلم، فقال عطاء: أقول لك، فان كنت للذنب معتمداً فقد شاركتك فيه، وإن كنت مغلوباً، فالعفو يسعك. فقال له صاحب مرو: عظيم ديني منع قلبي من الهوى. فقال أبو مسلم: يا عجبا! أقابلك بإحسان.