وقال لبيد بن ربيعة لأبي براء عامر بن مالك
لا تسقي بيديك إن لم ألتمس ... نَعَمَ الضَّجُوعِ بِغَارةٍ أسْرَابِ
بُمقَطّعٍ حَلَقَ الرِّحَالةِ سابحٍ ... بادٍ نواجذَهُ على الأضْرابِ
يحملن فتيانَ الوغى من جعفرِ ... شعثاً كأَنهُمُ أسودُ الغابِ
يرعون منخرق اللَّديدِ كأَنَّهم ... في العزّ أُسرةُ حاجبِ وشهاب
متظاهري حلق الحَديد عليهم ... كبني زرارة أو بني عتاب
قوم لهم عرفت معد فضلها ... والحق بعرفة ذوو الألباب
وقد أخذ هذا على لبيد لأنه وضع قومه، ورفع عليهم من هم مثلهم ولا يتجاوزهم في كثير
شرف.
والعرب تقول لمن تعاطى من العلم مالا يحسن: عاط بغير أنواط. والعاطي المتناول للشيء، والأنواط كل شيء معلق، واحدها (نوط).
وقال العتابي: إن العقل إذا ميز حقا من باطل هدى اللسان إلى أبانه ذلك وأوحى إليه التعبير عنه، وقال جرير:
عوى الشعراء بعضهم لبعض ... علي فقد أصابهم انتقام
إذا أرسلت صاعقة عليهم ... رأوا أخرى تحرق فاستقاموا