سرجه، ولم يزل ذلك ديدنه ودين القوم حتى حميت عليهم الشمس، وخاف أن يلحق، ومر بوجار ضبع، فرمى بالدرع فيه، فلما خخف عنها أمعطت ففاتت الطلب، وكان آخر من أتى قومه، وقد ظنوا أنه قد قتل.
وقال أبو عبيدة: ويوم الإياد هذا يوم الغبيط لبني يربوع على بني شيبان أسر فيه وذيعة بن أوس اليربوعي هانئ بن قبيصة، فقال في ذلك جرير:
رجعن بهانئٍ وأصبن بشراً ... وبسطاماً يعض به الحديد
وأحمينا الإياد وقلتيه ... وقد عرفت سنابكهن أود
وقتل قعنب بن عصمة مسروقاً، وأسر عميرة بن الحزور فقتل، وقتل حصين ابن عبد الله التغلبي وقتل كرش بن المزدلف.
وقال أبو دلامة لروح بن حاتم قبيصة:
إني أعوذ بروح أن يقدمني ... إلى الحمام فيخزوني بنو أسد
أسالمتك المنايا أم نشأت بها ... فأنتم لنفوس الناس بالرصد
إن المهلب حب الموت عودكم ... ولم أعود أحب الموت من أحد
وقال غيره:
يقول لي المهلب كل مشرعه ... تقدم حين جد بنا المراس
فما لي إن أطلعتك غير نفس ... وما لي غير هذا الرأس راس
وقال آخر:
لما رأيت القنا الخطي مشروعة ... والمشرفية في الأيدي مصاليتا