وكان الحارث بن عباد اعتزل حرب بكر وتغلب، وقال: لا ناقة لي في هذا ولا جمل. فذهبت مثلا. فلما قتل مهلهل بجير بن الحارث. قال الحارث: نعم القتيل قتل. أصلح الله به بين ابني وائل، فقيل له: إنه قال وهو يقتله: بوء بشسع كليب، فغضب وقال:

قربا مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائل عن خبال

لم أكن من جناتها علم الله ... ولكني بحرها اليوم صالي

قربا مربط النعامة مني ... إن قتل الكريم بالشسع غالي

لا تحيرا عني قتيلاً ولا رهط ... كليب تزاجروا عن ضلال

وقال المتنبي:

لي كل طاو تحت طاو كأنه ... من الدم يسقى أو من اللحم يطعم

لها في الوغى زي الفوارس ... فوقها فكل حصان دارع متلثم

وما ذاك بخلاً بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشر بالشر أحزم

وقال الفند الزماني:

صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا القوم إخوان

عسى الأيام أن يرجع ... ن قوماً كالذي كانوا

فلما صرح الشر ... وأضحى وهو عريان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015