وقال ابن أحمر:
لا صاب جارهم الربيع ولا ... زادت حمولته على عشر
أي لا جعل الله له من الحمولة، وهي الإبل إلا أصابعه العشر أي لا يكون له إلا ما يحمله بكفيه. والعرب تقول: حليت قاعداً وشربت بارداً تعنى أنه يحلب الغنم لذهاب إبله ويذهب لبنها فيشرب الماء. وقال آخر:
فجنبت الحبوس أبا زبيب ... وجاد على دياركم السحاب
أي لا كان لك مال تعزى عليه، أي لا زلت فقيراً وجاءت السحاب على ديارك لتراه حسرة، والعرب تقول: مرعى ولا أكولة، وعشب ولا بعير.
قال الزبير بن بكار: كان سعد بن أبي وقاص مستجاب الدعوة، ومر يوماً بقوم عكوف على رجل سمعه يسب عليا وطلحة والزبير، فنهنهه، فرفع إليه رأسه فقال: لا تهددني كما تهددني بنى. فانصرف سعد فدخل دار آل فلان، فتوضأ ثم قام فصلى ركعتين ثم رفع يديه فقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواماً قد سلفت لهم منك سابقة اسخطك بسبه إياهم فاره اليوم ليكون آية للعالمين.