ومدخل لطيف إلى النفوس، وسلم محتضر إلى الأوهام، ومعز شاف، وواعظ ناه، ومعقل يأوى إليه المحروب، ويسكن إليه المحزون، ويتسلى به المهموم. قال لبيد بن ربيعة وكان جواداً، وكان ابنه قريط أبو حنيف يلومه على ذلك، فقال له:
أنبئت أن أبا حنيف ... لا مني في اللائمينا
ابني هل أحسست أعمامي ... بني أم البنينا
وأني الذي كان الأرامل ... في الشتاء له قطينا
الفتية البيض المخالص ... أخلصوا حرما ولينا
ما إن رأيت ولا سمعت ... بمثلهم في العالمينا
فلئن بعثت لهم بغاة ... ما البغاة بواجدينا
فبقيت بعدهم وكنت ... بطول صحبتهم ضنينا