وقدم المدينة عبان بن قيس بن عاصم، فنزل على أروى بنت كزير فأكرمت مثواه فقال حين أراد الخروج:

حلفت على أروى سلاماً فإنما ... جزاء الثواء أن تعف وتحمدا

سلاماً أتى من وامق غير عاشق ... أراد رحيلاً ما أعف وأمجدا

وقال نابغة بني ذبيان لعامر بن الطفيل في وقعة حنين. وكان النابغة غائباً عنها، فلما قدم سأل بني ذبيان عما قالوا لعامر وما قال لهم، فأنشدوه فقال: أفحشتم على الرجل وهو

شريف. ثم قال:

إن يك عامر قد قال جهلاً ... فإن مظنه الجهل الشباب

فكن كأبيك أو كأبي براء ... تصارفك الحكومة والصواب

فلا تذهب بلبك طائشات ... من الخيلاء ليس لهن باب

فإنك سوف تبرك أو تناهي ... إذا ما شبت أو شاب الغراب

وإن تكن الفوارس من حنين ... أصابوا من لقائك ما أصابوا

فما أن كان من نسب بعيدٍ ... ولكن أدركوك وهم غضاب

فلما سمع ذلك عامر قال: ما هجاني أحد حتى هجاني النابغة. جعلني القوم رئيساً، وجعلني النابغة سيفها جاهلا، وتهكم بي ولم يزد عليه. والتهكم الاستخفاف.

أراد عمرو بن الأهتم أن يسفه الأحنف بن قيس فدس إليه رجلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015