قال ابن دأب: فلما رأيت تريث الهادي وسكوت القوم لم أزل استنزله عن غضبه درجة بشعر مرة، وحديث أخرى حتى أستبشر، ووصلنا وقضى حوائجنا. رحم الله الهادي لو رأى ما كان بعده، وعاين زماننا لرأى العجب. حسبنا الله (ونعم الوكيل).
قالوا: لا تثمر الطبيعة إلا عند حسيب، كما لا تنفع الرياضة إلا في نجيب. وقالوا: الحسيب محتاج إلى الأدب، والأدب مستغن عن الحسب.
قيل لعبد الله بن عباس: لم تكتب العلم؟. قال إذا نشطت فهو لذاتي وإذا اغتممت فهو سلوتي. نظر المغيرة بن شعبة إلى امرأته فارعة بنت همام تخلل مع الغداة فطلقها، فبلغها أنه قال: والله لئن تخللت من طعام يومها لقد شرهت وانهمت، ولئن تخللت من طعام ليلتها لقد أغبت وانتنت. فقال: أبعد الله المطلاق المذواق، والله ما تخللت إلا من شظية المسواك.
وقال محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: خير النساء التي إذا أعطيت شكرت وإذا حرمت صبرت. التي تسرك إذا نظرت (أليها) وتيعك إذا أمرت.
وقال بعض الشعراء يذم امرأته:
جزاك الله يا حبناء شراً ... لبذلة أهل بيت أو لصون
تعين علي دهري ما استطاعت ... وليست لي على دهري بعون
إذا خرجت لحاجتها أتتني ... من الكذب العجيب بكل لون
وقال غيره يمدح امرأته بعد موتها:
سقى حدباء تضمر أم عمرو ... بنخلة ما استهل من الغمام
زما للأرض استسقى ولكن ... لأصداء أقمن بها وهام