وتقول في 1 "فَيْعَل" من "القُوَّة": "قَيًّا". والأصل "قَيْوَوٌ"، فقلبتَ الواو ياء لسكون الياء قبلها، وأدغمتَ الياء في الياء، وقلبت الواو المتطرِّفة ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها2. وبنيتَ "فَيْعَل" من المعتلِّ العين على حدِّ العَيَّن، وإن كان ذلك قبيحًا.
وتقول في3 "فَيعِلٍ"4 منها: "قَيٌّ". والأصل "قَيْوِوٌ"، فقلبتَ الواو الأُولى ياء لسكون الياء قبلها، وأدغمتَ الياء في الياء، وقلبتَ الواو المتطرِّفة ياء لانكسار ما قبلها، فاجتمع ثلاث ياءات فحَذفتَ المتطرِّفة استثقالًا. ومن لم يحذف في تصغير أَحوَى إِلَّا في حال الرفع والخفض خاصَّةً فكذلك هنا.
وتقول في5 "فَعُلان" منها: "قَوُوانٌ". وإن شئت أسكنتَ الواو الأولى6 تخفيفًا وأدغمت، فقلت: "قَوَّانٌ". هذا مذهب سيبويه.
وقال أبو العبَّاس: يَنبغي لمن لا يدغم أن يقول "قَوِيَانٌ"،فيقلب الواو الثانية ياء، والضَّمَّة التي قبلها كسرةً، لئلَّا تجتمع واوان في إحداهما ضمَّةٌ والأُخرى متحرِّكة. قال: وهذا قول أبي عُمَر7 وجميعِ أهل العلم.
وقال أبو الفتح: الوجه عندي إدغامه، ليسلم8 من ظهور الواوين مضمومة إحداهما؛ لأنه إذا قال: "قَوِيَانٌ"9 التبس بـ"فَعِلان". فمن هنا قوي الإدغام. ثمَّ اعترض نفسه بأن قال: فإن قيل: إذا أُدغم لم يُعلم: أ "فَعُلان" هو أم "فَعِلان" مكسور العين؟ قيل: هذا محال10؛ لأنك لو أردتَ بناء "فَعِلان" لقلبتَ الواو الأخيرة ياء11 لانكسار ما قبلها، فيختلف الحرفان، [71أ] فتقول: