فإن لم يوجد الفتح إِلَّا مع الضم دليل على أنه ليس ببناء أصلي. وأيضًا فإن جؤذَرًا أعجمي، فلا حجة فيه.
وأمَّا الفُتَكْرِين1 بضم الفاء –على ما حكاه يعقوب- فلا حجة فيه على إثبات "فُعَلٍّ"2 نحو "جُعْفَرٍ"، وكأنه "فُتَكْر" ثم جمع، إِلَّا أن يحفظ بالواو والنون في الرفع، والياء والنون في النصب والجر، فيقال: الفُتَكرُون والفُتكرِين. والمسموع من هذا إنما هو بالياء، فيمكن أن يكون "فُتَكرِين" اسمًا مفردًا كقُذَعمِيل3.
وكذلك عُلَبِطٌ4 وهُدَبِدٌ5 وعُكَمِس6 وعُجَلِط7 وعُكَلِطٌ8، ودُوَدِم9، ليس في شيء من ذلك دليل على إثبات "فُعَلِل" في الرباعي. يدل على ذلك أنه لا يحفظ شيء من ذلك إِلَّا والألف قد جاء فيه10، نحو: عُلابِط وهُدابد وعُكامِس ودُوادِم وعُجالِط وعكالط. فدل ذلك على أنها مخففة بحذف الألف، إذ لو لم تكن كذلك لجاءت بغير ألف البتًّة.
وكذلك عَرَتُنٌ11، ليس فيه دليل على إثبات "فَعَلُل" في الرباعي؛ لأنه لم يجئ منه إلا هذا. وقد قالوا في معناه: عَرَنْتُنٌ. فيمكن أن يكون هذا مخففًا منه، كما خففوا الألف في "عُلابِط"12 ونحوه؛ لأنَّ النون لزمت13 زيادتها في مثل الموضع -أعني: ثالثة ساكنة- كما لزمت زيادة الألف، فأجروها مجراها لذلك.
وكذلك جَنَدِلٌ وذَلَذِلٌ14، ليس فيه دليل على إثبات "فَعَلِل" في أبنية الرباعي؛ لأنه قد قالوا: جنادِل وذَلاذل15، في معناهما. فهما مخففان منهما. ومما16 يؤيد ذلك أنه لا يتوالى