القياس، لِما فيه من إذهاب التفشِّي الذي في الفاء.
ومن ذلك ما1 رُوي عن ابن كَثير من إدغام التاء التي في أوَّل [الفعل] 2 المستقبل في تاء بعدها في أحرف كثيرة، منها ما فيه3 قبلها متحرِّك، ومنها ما فيه4 قبلها ساكن من حروف المدِّ واللِّين ومن5 غيرها. فأمَّا ما قبله متحرِّك فنحو قوله: "فتَّفَرَّقَ بِكُم"6 و"هِيَ تَّلَقَّفُ"7. وأمَّا ما كان قبله ساكن من حروف المدِّ واللِّين فقوله تعالى8: "ولا تَّيَمَّمُوا9 الخَبِيثَ"10 و"لا تَّفَرَّقُوا"11 و"لا تَّنازَعُوا"12. وأمَّا ما كان قبله ساكن من غير حروف المدِّ واللِّين فقوله تعالى: "فإِن تَّوَلَّوا"13 و"إذ تَّلَقَّونَهُ"14.
وقد تقَدَّمَ أنَّ سيبويه15 لا يجيز إسكان هذه التاء في "تَتَكلَّمون" ونحوه؛ لأنها إذا سُكِّنت احتيج لها ألف [68أ] وصل، وألفُ الوصل لا تَلحق الفعل المضارع. فإذا اتَّصلت بما قبلها جاز؛ لأنه لا يُحتاج إلى همزة وصل. إِلَّا أنَّ مثل "فإِن16 تَّوَلَّوا" و"إذ تَّلَقَّونَهُ" لا يجوز عند البصريِّين، على حال، لِما في ذلك من الجمع بين الساكنين، وليس الساكن الأوَّل حرفَ مدٍّ ولِين.
ومن ذلك قراءة أبي عمرو: "والحَرْث ذّلِكَ"17 بإدغام الثاء18 في الذال وما قبلها ساكنٌ صحيح. ولكن يَتخرَّج على مثل ما تَقَدَّمَ من الإخفاء.