فأمَّا قول أبي حَيَّةَ النُّمَيري1:

وعاد لنا حلو الشباب ربيح ... وقالوا حمام قلت حُم لقاؤها

وقول جِرانِ العَود2:

فأمَّا العُقاب فهي يمنها عقوبة ... وأمَّا الغراب فالغريب المطوح

وقول3 سَوَّارِ بن المُضَرَّب4:

فكان البان أن بانت سليمى ... وفي الغرب اغتراب غير داني

وقول الشَّنفَرَى5:

فقال غراب لاغتراب من النوى ... وبالبان بينٌ من حبيب تعاشره

وقول الآخر6:

دعا صُرَدٌ يومًا على غصن شَوْحَطٍ ... فطار بذات البين مني غرابها

فقلت أتصريد وشحط وغربة ... فهذا لعمري نأيها واغترابها

فليس باشتقاق صحيح.

بل أُخذ "حُمَّ" من الحمام على جهة التفاؤل، 7والبينونة من البان، والاغتراب من الغَرب، والتصريد والشحط من الصُّرَد والشوحط، والعقوبة من العُقاب، على جهة التطير. وإِلَّا فهذه المعاني ليست بموجودة في هذه الأشياء، كما أن الاغتراب موجود في غراب، والجرد في جرادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015